- إعلان -
تعتبر مسأله التنازلات الزوجية من الامور الهامه التى تفهم باكثر من طريقة وتطبق باكثر من شكل ويستغلها الكثير لظلم الطرف الاخر او يستعملها الكثير فى غير محلها فيضيع حقوقه ويضع نفسه بموقف الضعيف المبتذل والمستغنى عنه
او يبتعد عنها البعض كليا بغير حق فيصبح انانيا مغرورا هادما لما بينه وبين الطرف الاخر وغير حريص على الاستمرر ويفهمها الكثير على انها ضعف وعجز لدى شريكه او ربما يرى منه ملاكا وشخصا رائعا لا يقدر بثمن
الكثير من الاراء حول التنازلات الزوجية يتوقف على فهم كل منا لمعنى التنازلات الزوجية ومتى تتنازل وفى اى ظروف وباى شكل والكثير الكثير من المعانى والضوابط التى لابد من مراعاتها والا انقلبت ضررا وخرابا على البيوت وليست دعما ومحبه ورحمه بين زوجين يسعيان للسعاده الزوجيه والاستقرار والحياه الهنيئه الهادئة
لذا وجب علينا بهذه المقال ان نضع دائرة الضوء على هذا الموضوع بالكثير من الاهتمام والشرح لنتمكن من استخدامه الاستخدام الصحيح الذى يحفظ الكرامه ويرفع من شان صاحبه ويدعم استقرار اسرته وحياته ويزيد من تقدير شريك الحياه له ويديم المحبه والاستقرار بينهما وليس العكس
اذا الاستخدام السىء للتنازلات احيانا يجعل من المرء اذا كان شريكه لا يقدر يجعل منه شيئا ذليلا مقهورا وسلاحا اجباريا مشهرا على راسه مضيعا به كل حقوقه غير مبالى معتبرا ان ذلك واجبه ومقتضى عقد الزواج سواء كان ذلك من الزوج او الزوجه على حد سواء
الحياة الزوجية حياة متينة
فالحياه الزوجيه والعلاقه الزوجيه هى علاقه متينه وطيده لها الكثير من المعانى والمشاعر ولا تشتمل الحياه الزوجيه على الحق فى العلاقه الجسديه وحسب كما يظن الكثير من الناس مما يكون سببا فى خراب العلاقه والنفوس والبيوت
وللاسف فالعلاقه الزوجيه هى علاقه جسديه ووروحيه وعقليه وفكريه وحياتيه واجتماعيه وانسانيه الحياه الزوجيه حياه كامله بكل ما تشمله كلمه حياه من معانى لذا لابد حين النظر اليها ان ننظر الى كل هذه الجوانب دون اغفال اى جانب منها ويشمل كل هذه الاشكال الموده والرحمه التى حدثنا عنها الله عزوجل حين قال
وجعل بينكم مودة ورحمة
فالحياه الزوجيه حياه ابديه بغرض الاستقرار والحياه الاكمنه الهادئه وهى لا تشمل الدنيا فقط بل تشمل الدنيا والاخره فلابد فيها من الفاهم والاستقرار والتعاون والتقدير من الطرفين والنتنازل قليلا من كل طرف بعض الشىءلتستمر الحياه وليس لطرف واحد وتعالى الطرف الاخرفالله جعلهم لبعض سكن ( لتسكنوا اليها ) وخلقهم من بعض ( من نفس واحده وخلق منها زوجها
إن الزواج هو الرباط القدسى بين الزوجين الذى اساسه الموده والرحمه والتراحم والتفاهم والاكرام والمشاركه من كل النواحى سواء النفسيه او الوجدانيه يقول الله عزوجل فى كتابه الكريم
" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا "
يقول صاحب الظلال ( سيد قطب ) فى تفسيره لهذه الايه
إن الخلق من نفس واحده والسكون اليها فى طبيعه تكوين الحياه الزوجيه حتى وان كانت الوظيفه مختلفه بين الرجل والمراه وانما جعل هذا الاختلاف ليسكن الزوج الى زوجه ويكمل كل منهما الاخر وهذه هى نظره الاسلام الى الزواج ووظيفه الحياه الزوجيه فى انشاء السكن والاسر السعيده المستقره التى هى اساس المجتمع السليم
سيد قطب
دور الزواج والزوجين بنظرة متوازنة سليمة
فى الحقيقه نجد ان كل ما نعرفه عن الزواج والحياه الزوجيه هى معلومات عفويه غير موجهه ومتوارثه من المجتمع وممن حولنا لذا تختلف من مجتمع لاخر ويلتزم البعض باحترامها او لا حسب ما تربى عليه ب الأسرة والمجتمع وحياته ونشأته والصورة التى كونها له الاهل والاصحاب ووسائل الاعلام المختلف والتجارب التى يشاهدها ممن حوله
لذا نجد الكثير من كل هذه المثرات قد تعطى الافراد صوره مشوهه عن الزواج وكيفيه التعامل معه والحفاظ عليه او فيمته من الاساس وكل هذه الصور المشوهه لا تتفق وتعاليم الدين ولا الاخلاق ولا الطبيعه البشريه ولا الفطره السليمه
ومن الاساسيات التى تساعد على الحفاظ على الحياه الزوجيه واستقرارها معرفه ان الكل مختلف وان لكل انسان شخصيه مختلفه عن غيره وفكر خاص به ولابد من تقبل الاختلاف وتقبله وجعله مكملا لكل منهما الاخر وليس سبب للتباعد والتنافر وان الاختلاف سنه من سنن الحياه التى خلق الله الناس عليها
فعليهم ان يسددوا ويتقاربوا فى الافكار كى يكمل كل منهما الاخر فيتقبل ولا يتذمر اي طرف منهما من الاخر وليحافظوا على حبال الود والرحمه بينهما
تقبل الاختلاف بين التقدير والتقليل من الاخر
تحدثنا عن تقبل الاختلاف واكمال كل منهما الاخر والتنازل لاكمال كل منهما الاخر ولكن ليس معنى ذلك التقليل من شان احد الطرفين لحساب الطرف الاخر او ان يكون احدهما مجبرا على التنازل عن ارائه واحتياجاته كل مره ليستبد الطرف لاخر ويعتبره حق من الحقوق له واللازمه على الطرف لاخر فهذا من الظلم بمكان بل يحتفظ كل منهما بافكاره وارائه ويحترم راى وفكر الاخر دون ان يكون ملزما باللاستغناء او التنازل كل مره عن ما يراه صحيحا وملائما ومن الناحيه الاخرى لا يسفه ولا يقلل من قيمه اراء وافكار الشريك الاخر
فالحياه رغم بساطتها شديده التعقيد لا يسمح فيها لاحد بان يستبد ويفعل ما يريد وقتما يريد ويجبر الاخر على تقبل الامر والا اعتبر مصطنعا للمشاكل والاختلافات ومخالف لقوانين البشريه بل هناك حقوق لكل فرد كما ان لكل فرد الكثير من الواجبات والتنازل المبنى على الرحمه والتفاهم ليس تقليلا من شأن احد الطرفين وانما يعلو به فى نظر شريكه ان كان راقى الفكر ومستنير العقل
لكن وفى هذه الازمنه نجد الكثير من المغالطات فى امر التنازلات الزوجية مما يجعل طرفا من الطرفين ملزم على تحمل ما لا يطيق ولا يحتمل تجنبا من ظلم اكبر ويطلب منه المجتمع والاهل التنازل والتحمل مع ما فى ذلك من مشقه والم لا يشعر بها الا صاحبها ويجنى عليه بالتنازلات تلو التنازلات ليرضى المجتمع والاهل ولتستمر الحياه فى حين يستبد الطرف لااخر ويزيد من الظلم ويعتبر ان التنازلات التى ينالها هى جزء من حقوقه وتصير حقا مكتسبا لا رجوع فيه بعد ذلك
ومن هنا نجد ان التنازلات عن بعض الافاكار والقناعات والاحتياجات بين الزوجين مالم تمس الثوابت ومالم تصل الى القهر وتحمل مالا يرضاه احد الاطراف يعد من الامور الجميله التي على الطرف الاخر تقديرها واحترامها والتعويض عنها بشكل اخر حتى يصل الطرفين الى بر الامان والاستقرار ويدوم بينهما الحب والتفاهم والموده وهى المعنى الاساسى للحياه الزوجيه السليمه
للمزيد عن اساسيات الزواج في الاسلام
التعليقات مغلقة.