- إعلان -
خطورة الشجار أمام الأبناء من الأمور التي يجب علينا إلقاء الضوء عليها.. ذلك لأن الحياة مزيج بين الحزن والفرح ولحظات السعادة ولحظات الألم.. كذلك الكثير من التوافق ومواقف الخلاف.. إلا أن هذه التقلبات لابد ألا يشعر بها الأبناء.. ذلك لأن التعرض للمواقف السيئة وخاصة الشجار بين الوالدين تعد من المواقف التي لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة طوال العمر.. والتي تؤثر بشكل سلبي كبير على شخصياتهم والحالة النفسية المستقرة لهم.. فمما لاشك فيه أن الزوجين علي قدر كبير من الحب والتفاهم.. لكن الحياة لا تخلو من مواقف الخلاف بينكما.. بينما من الممكن أن تتطور تتطور الخلافات إلي ارتفاع الأصوات والشجار وهذا ما ينبغي أن نتجنبه الأبناء بكل الطرق.. إذ أنه يعتبر خط أحمر بينكم وبين حياة الأولاد الهانئة.
خطورة الشجار أمام الأبناء
الحياة لا تخلو من الضغوط، هذا ما نعتقده جميعا، لكن علينا أن نجنب أبناءنا هذه المواقف التي لا تمحي من الذاكرة حتى مع توالي السنين، فيجب أن نجعل من حياة أبنائنا خط أحمر، وهنا علينا أن نلخص الكثير من الأمور الهامة بهذا الشأن ببعض النقاط.
أهم النصائح للأبوين عن خطورة الشجار أمام الأبناء
لا تجعل صورتك وصورة زوجتك تهتز أما الأبناء من ارتفاع الصوت والشجار وتبادل الاتهامات، فأنت وزوجتك أهم الشخصيات بحياة الأبناء وينظرون إليكم كشخصين كاملين لا ترتكبان الأخطاء ويعتقدان أنكما على وفاق وحب طوال الوقت، وهذا ما يجعلهم باستقرار نفسي ويتيح لهم الحياة الهادئة المطمئنة بلا أي صراعات نفسية، فحاول أنت وزوجتك الحفاظ على هذا.. يجب أن تعلما الأبناء أن الشجار والصوت المرتفع والتصرفات العنيفة سلاح الضعفاء.
مباديء هامة لتجنب خطورة الشجار أمام الأبناء
وعليكما تربيتهم على هذا، فلا يصح أن تخالفا ما تربيان الأبناء عليهم فأنتم القدوة والمثل، فلا تجعل من مشاجراتك نمط حياة يسلكه الأبناء بعد ذلك محتذيين بهذا حذوك ومكملين لكما الطريق الخاطئ بالتعامل وحل المشكلات.. بل يجب أن تعلماهم الأخلاق الكريمة، والاختلاف بود، والنقاش برحمة، والتفاهم بهدوء، هذا ما يجعل منهم أبناء صالحين، وأفراد ناجحين بالمجتمع والحياة.. الأمان والاستقرار من أهم أساسيات البيت، إذ لابد للأبناء من الإحساس بالأمان والاستقرار والحب بين الأبوين داخل البيت.. هذا كما يجعل حياتهم هانئة وحالتهم النفسية مستقرة و علي أحسن صورها، أما الشجار والنزاعات المتوالية تجعل منهم شخصيات ضعيفة خائفة ضائعة انعزالية وعرضة سهلة لرفقاء السوء وربما المخدرات والضياع.. فلا استقرار ولا حب ولا أمان هنا ينشأ الطفل المراهق الضائع الذي يبحث عن الأمان بغير محله.. كذلك بإمكانكم تجنيب الأبناء كل هذه الصراعات النفسية وطرق الضياع بتحقيق الأمان بالبيت وعدم النزاع والشجار والعنف، ومحاولة إبعادهم عن أي خلاف بينكما.
العصبية ومستقبل الأبناء “لا تغضب”
هكذا كانت وصية نبينا الكريم للصحابي الجليل حينما قال له أوصني فقال لا تغضب فقال أوصني قال لا تغضب وقال أوصني فقال لا تغضب وكررها ثلاثا.. كما يعتبر أساس التعامل الهادئ الأمن والسليم” لا تغضب” وصفة نبوية تحل كل المشكلات التي يواجهها الإنسان بالغضب.
فالغضب دائما بداية تسلط الشيطان على الإنسان، و الغضب مفتاح كل شر، فذا ملكت غضبك، ملكت نفسك وحياتك وحياة أبنائك.. فلابد للأبناء أن يرون الآباء والأمهات مستقلين لكل منهما رأيه الذي يحترمه، ويحترم آراء الأخرين بالمقابل.. ويدركون ويتعلمون منكما كيف يتصرفان بحكمة عند اختلاف الرأي.. وليس النزاع والصراخ والشجار، فكما “قال رسولنا الكريم” ليس الشديد بالصرعة (أي الذي يصرع الرجال ويغلبهم).. لكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب، فعليك أن تتخذ هذا سنة وطريقة لحياتك، ألا تغضب وأن تلتزم الهدوء ما استطعت عند النقاش.. كما لابد إذا أحسست بالغضب فتمالك نفسك، وقم وتوضأ و ابتعد عن النقاشات بهذا الوقت الذي ستخسر فيه الكثير من نفسك وأبنائك بلحظات غضب تدمر حياة ونفسية الأبناء دون أن تشعر.
عليك بمقاومة نفسك أمام الأبناء
أنت الآن على دراية كبيرة بخطورة الشجار أما الأبناء.. فعليك أن تقاوم نفسك عند الغضب لتحمي أبنائك، فذا كان هناك ما يدفعك للغضب فحاول الابتعاد عنه.. ثم المحاولة بعيدا عن الأبناء بالنقاش بهدوء مع زوجتك ونفس الأمر بالنسبة للزوجة.. إن كانت طبيعتك العصبية فعليك أن تربي نفسك من جديد وتعودها على التعامل الصحيح بالنقاشات والاختلافات وألا تدع الغضب يسيطر عليك.. عليك أن تغير مجلسك ووضعك، فاجلس إن كنت واقفا، أو نم لو كنت جالسا، أو قم وتوضأ فالوضوء يطفئ الغضب.. كذلك اترك إكمال الحديث لوقت لاحق للتفكير بالطريقة السليمة للنقاش.. كذلك عليك أن تتفاهم مع زوجتك بالطريقة التي ينبغي عليكما إتباعها في التعامل والاختلافات أن يكون كل هذا بعيدا عن الأبناء..لأنهم ثمرة الحياة و زهرة القلوب ونور العيون فلا تفسد حياتهم بخلافاتكم.. واتقوا الله في ذكرياتهم التي ستظل معهم إلى الأبد ما استطعتم إلى ذلك سبيلا.
الاحترام المتبادل بين الزوجين
الاحترام ثم الاحترام ثم الاحترام هذا هو الأساس بالحياة وخاصة بالحياة الزوجية.. فالاحترام يجنبك خطورة الشجار أمام الأبناء ويجنبك الشجارات من الأساس.. كما يحمي أبناءك من مخاطر الحياة المضطربة بين الزوجين ومشاجراتهم وعنفهم ومنازعاتهم طوال الوقت.. فلابد للأبناء لكي ينشئؤا نشأة سليمة أن يجدا بالآباء والأمهات المثال المحتذى بالاحترام والتعامل الراقي والقدوة.. التي يجب تتخذ والصورة الجميلة الكاملة التي ستظل بذهن الأبناء طوال الحياة وبعد الموت.. فكلنا سيرحل فلا تتركوا خلفكم مسوخا لا تقوى على الحياة بسبب أخطائكم ونزاعاتكم.
التعليقات مغلقة.